الأديب حسن المحنوش يطلب من الرئيس الباجي أن يفتح عينيه لإنقاذ البلاد

رسالة مفتوحة الى سيادة الرئيس الباجي قائد السبسي

ألا تعلم يا سيادة الرئيس لمذا انتخبناك واخترناك على غيرك من المترشحين ؟ نعم لقد كنت في تظرنا الافضل بما عهدناه فيك من خبرة ومن تجربة وراينا فيك الرجل الاقدر على قيادة تونس واستكمال المشوار الذي بدأتموه وانتم على رأس الحكومة المؤقتة التي كان لنا من رئاستكم لها نصيب حيث كنا أول من قال قبل أن يقع عليكم الاختيار ..ان الباجي قائد السبسي رجل المرحلة ولم يسبقنا أحد في مقولتنا هذه ولم يقلها بعدنا أحد
وان كان كل هذا يكتسي أهمية بالغة فالاهم من كل ذلك ان متابعتنا لحملتكم الانتخابية الرئاسية جعلتنا نرى فيكم الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة في شكله ونظارته وفي مضمونه . ولا أحد يشكك في انتمائكم الى هذا الزعيم العظيم وانتم أحد مرافقيه في مسيرته لنصف قرن كامل وقد مكنكم ذلك من الاطلاع عن قرب على مواقفه وطريقة عمله ودهائه السياسي وعبقريته ولا شك عندنا انكم نهلتم من تجربته وشجاعته وعبقريته الكثير وهو معين يكفي ليجعل منكم رجل دولة ويدفعنا الى الوقوف الى جانبك وانتخابك من جديد بل اكثر من ذلك القيام بحملة واسعة لتجنيد البورقيبيين والمناضلين الدستوريين من حولك لتحقيق النجاح
واليوم ونحن نرى اجهزة الحكم حكومة وادارة ومؤسسات تتخبط في مشاكل لا اول لها ولا اخر نتيجة عدم الكفاءة وانعدام الامانة وغياب الشعور بالمسؤولية ونرى الوطن ينحدر كل يوم نحو الاسوإ والدولة نحو الانهيار تتجه فاننا نتسائل
ونسألك يا سيادة الرئيس ألم تر معنا انه كلما كان الانحراف عن المنهج البورقيببي وحزمه في معالجة القضايا الامنية والاقتصادية والسياسية الصعبة كان الخراب والدمار والافلاس والارهاب والرشوة والمحسوبية والتهريب والفساد والفتنة والخيانة
وهل لا ترى معنا يا سيادة الرئيس ان غياب المعلومة الثابتة وتزوير الحقائق وتزويق المعلومات بما يدغدغ اذني الحاكم لها دورها في تغذية الانحرافات وانسداد الافق 
واني اتساءل كيف يحدث ذلك في عهدك وقد كنت رفيق المجاهد الاكبر وخرّيج مدرسته وكنت تعلم كيف كان رحمه الله يستقي معلوماته دون الاعتماد على المعلومات الصادرة عن الاجهزة الامنية والادارية والحكومية التي لها حسابتها ومصالح اصحابها .وكيف كان ينتقي قدماء المجاهدين وكبار المناضبين وأهل الثقة من الاداريين ومن مختلف الاجهزة رجال صدقوا فيما عاهدوا الله والوطن عليه ولا يخشون لومة لائم فيما يتعلق بأمن الوطن وهيبة الدولة ونضافة الحكام لومة لائم
فهل مات الرجال في هذه البلاد يا سيادة الرئيس وهل انعدم الصدق والوفاء والاخلاص وحب الوطن من النفوس وطمست العيون والبصر والبصائر حتى اشترك الكل في الفساد والخيانة واللصوصية وحبك المؤامرات والدسائس وارتكاب أشنع الجرائم وأبشع الاعتداءات الاخلاقية بما فيها قتل النفس واغتصاب الاطفال والنساء واغتيالهم لطمس معالم الجريمة واتاء اللواط الذي حرمه الله وخسف الارض بمرتكبيه من قوم لوط وتخيص له دور واوكار له جعلوا لها عناوين دينية وقرءانية كي تمارس فيها الرذيلة دون مراقبة وبعيدا على انظار المتطفلين وانظار الاجهزة الامنية والادارية
نعم انها الحيرة يا سيادة الرئيس
انها الحيرة التي تخنق انفاسنا وتحرمنا من الراحة النفسية والبدنية خوفا على مصير بلادنا وشفقة عنك لاننا احببناك وتوسمنا فيك كل الخير للبلاد وللعباد 
لهذا كله ندعوك الى تطهير محيطك السياسي والاداري وتعزيز طاقم عملك برجال كرام ومناضلين اوفياء ووطنينيين مخلصين من جنود الخفاء يحبون هذا الوطن وهم على استعداد لبذل النفس والنفيس في سبيله
وان تسألني يا سيادة الرئيس  أين هم ؟ أقول لك هم في كل مكان من حولك لكنهم لا يسعون اليك حفاظا على كرامتهم فاسع اليهم وستجدهم

حسن المحنوش