إن الفساد الأعظم هو الوهم و التنازل عن الوطن والسيادة

المقايضة والثمن المستحيل

أعلم جيدا ان فترات الهستيريا الجماعية تخنق الاصوات التي تصدح برؤى الاستشراف والتطلع الى تصورات عقلانية للغد، لكن ولارضاء ضميري، ساكتب كلمات متمنيا ان يحاسبني المستقبل…أن كان هناك مستقبل أو حتى عقل ليحاسب
بلدنا مستباح … ومن نجح إلى حد الآن في هذا المخطط هي القوى التي تدفع نحو أضعاف الدولة كادنى حد وتفكيكها كاقصاه. وقد مثلت الانتخابات أفضل سياق لانشطار المجتمع واستنهاض العداوات وانقسام الجسم الوطني بشكل عميق. كما ان النتاءج المتلاعب بها وتقديم الخزانات الانتخابية وكانها طواءف جديدة تحولت الى الية للفرز الذي ستكون له عواقب في الفترة القادمة
لقد جعلتنا القوى التي لعبت ادوارها من خلف الستار الحزبي والاعلامي والسيبرناءي والتوجيه النفسي للمجاميع نسلم سيادتنا الوطنية ومفاتيح استقلالنا مقابل الوهم أننا قمنا بالاختيار الحر

هذه هي المقايضة ولكن الاثمان المتبقية هي الاغلى ومن اهمها

1/ على تونس ان تكون المخبر الاول، كما في الماضي، لسياسات « الاصلاحات الموجعة » بما يحتم تفكيك منظومة الدعم والتفويت في اذرع الدولة الاقتصادية ببيع المؤسسات الاستراتيجيةالكبرى واقرار التنمية الجهوية بشكل محلي أي التخلي عن دور الدولة في اقرار مخطط التنمية المجالية على كامل التراب الوطني

2/ ستستغل القوى المخترقة لسيادتنا الضعف الكبير للمنظومة الحاكمة التي ستفرزها انتخابات 2019 (النهضة تحصلت على 5% فقط لا غير من أصوات الجسم الانتخابي الحقيقي للبلاد!) وستفرض مشاريع تحويل التراب الوطني الى منطقة عازلة بين اوروبا وبلدان الساحل والصحراء حيث اثبتت الدراسات ان قرابة 100 مليون افريقيا من جنوب ووسط القارة سيحاولون الوصول الى اوروبا في الثلاثين سنة القادمة

3/ مع منظومة حاكمة ضعيفة ومهزوزة، ستسهل عمليات اختراق الأمن القومي الاقليمي واستهداف الجوار

ولكن، من الذي سيجرؤ على رفع الدعم عن قوت الشعب؟ من سيفرط في مؤسسات الدولة للخواص؟ من الذي سيحول حدودنا الى مناطق استهداف الجوار؟
المنظومة التي اصطفتها القوى الاقليمية التي اخترقتنا ستكون مع موعد مر وشديد المرارة…أما التنفيذ أو ترفع عنها الحماية الاقليمية…حينها سيكون لشعبنا الكلمة الفصل…هذا الشعب الذي لم يصوت قرابة 70% من شبابه وكهوله وشيوخه في الانتخابات ولم تستهوه الشعارات والعكاظيات
غدا…سيعتقد البعض انهم حاربوا الفساد باختيارهم لأحد المرشحين وهذا موقف احترمه، ألا ان الفساد الاعظم هو الانخراط في التنازل عن الوطن والسيادة
وسيكون للقوى الاصيلة في تونس الريادة لاستعادة السيادة…بعد ثورة الجياع القادمة

رافع طبيب