أغلق التلفاز إشفاقا على رأسي

عندما أتذكّر ما صرفت على رأسي من أموال اِشتريت بها كتبا، وما قضّيت من وقت في قراءتها، وعندما أتذكّر ما عدّلت به رأسي من « قهاوي » عربي وشاي أخضر ومشروبات أخرى لك أن تتخيّلها، وسجائر كتبتُ عنها وما دخّنتها، وعندما أتذكّر تدفئتي الدائمة لرأسي من القرّ، وحمايتي له من الحرّ، وعندما أتذكّر رصانته في تعديل غضبي ووقوفه معي زمن الامتحانات وتسييره لي في حِلم وتعقّل، وعندما أتذكّر خروجي سالما من ضربة رأس طرحني بها أرضا زمن الشباب ولد صليحة، عندما أتذكّر كلّ هذا أغلق التلفاز في وجه بعض ما يسمّى محلّلين سياسيّين إشفاقا على رأسي

الدكتور توفيق العلوي